» التحكم بتلوث الماء والهواء

الدراسة الاقليمية الشاملة لرفع التلوث عن المنطقة الوسطى … حوض نهر العاصي …

م. شهاب الملحم - د.م. عبد الرزاق التركماني  

الدراسة الاقليمية الشاملة لرفع التلوث عن المنطقة الوسطى (حوض نهر العاصي)

/سورية/
تقرير أولي رقم (1) لعام 1999-2000
 
 
 
مقدمة :
 
منذ بدأت حياة الإنسان على الأرض ، كان هناك توازن معقول بين نشاطات البشر المتنوعة مع المحيط الحيوي ، وبقي هذا التوازن على حاله لوقت ليس بالبعيد ولكن هذا الوضع لم يستمر حيث بدأ يبرز إلى الوجود الكثير من المشاكل البيئية ووصلت بعض هذه المشاكل إلى الحد الذي يؤثر سلباً على مستقبل وجود الإنسان على الأرض .
 *ويمكن تعريف التلوث : بأنه كل تغير يحمّل الطبيعة أكثر مما تستوعبه وينتج عنه أضرار بحياة الكائنات الحية من إنسان وحيوان ونبات وإن التلوث يشمل مجالات شتى أهمها ثلاثة وهي الماء الهواء والتربة ، ويأتي في مقدمة مشاكل التلوث مشكلة تلوث المياه ، حيث أصبح واضحاً أن السعي إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك التحضر والإنتاج الصناعي والأنشطة الزراعية وقد بلغ مرحلة أصبحت فيها قضايا المياه في كثير من الأحيان العامل الرئيسي في تحديد هذه التنمية المستدامة وبالتالي فإن الإدارة المتكاملة لموارد المياه على نحو فعال هي أمر مهم لجميع القطاعات الاجتماعية الاقتصادية التي تعتمد على المياه .
إن الجمهورية العربية السورية قد تبهت لخطورة المشاكل البيئية وعليه قامت عدة جهات رسمية أخذت على عاتقها حماية ومراقبة ودراسة المشاكل البيئية وعلى رأسها مشكلة تلوث المياه ومن هذه الجهات وزارة الإسكان والمرافق التي تنبهت إلى الخطر الناتج عن التلوث بمياه الصرف المنزلية والصناعية والتي تصب حالياً قريباً من التجمعات السكانية إلى أقرب وادٍ أو نهر أو في العراء وغالباً ما تستخدم مياه هذه المصبات في الأغراض الزراعية وخاصة في الأراضي المزروعة بالخضروات ، الأمر الذي بات يشكل خطراً كبيراً على الصحة العامة إضافة لما يحدثه وضع هذه المصبات من تلوث خطير للمياه الجوفية والسطحية والتي يعاني القطر من ندرتها .
لقد قامت وزارة الإسكان والمرافق بإنجاز الدراسات اللازمة لإنشاء محطات معالجة مياه المجاري الخاصة في مراكز المحافظات وقد تم تنفيذ وتشغيل محطات المعالجة في كل من دمشق وحمص وسلمية والعمل جارٍ لتنفيذ محطات معالجة في باقي المراكز كما قامت وزارة الإسكان والمرافق بتكليف الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية لإنجاز الدراسات الإقليمية الشاملة لمعالجة التلوث الناجم عن الصرف الصحي والصرف الصناعي في حوض العاصي والتي تستند إلى دراسة إقليمية للوضع الراهن للصرف الصحي والصناعي على كامل حوض العاصي ودراسة إمكانية ربط وتجميع مسارات الصرف الصحي في الحوض حسب الوضع الراهن والدراسة الأولية لمعالجتها ودراسة التلوث الناجم عن المصانع ووضع المعايير القياسية لمنصرفاتها والتي تتضمن التخلص من التلوث الناتج عنها .
ويتضمن هذا التقرير دراسة الواقع الراهن للمصانع ودراسة مصادر ونوع وكمية التلوث الناتج عن الصرف الصناعي و الصحي في حوض العاصي ووضع المعايير القياسية اللازمة التي تحدد مواصفات المياه الناتجة عن المصانع بعد المعالجة والتي تتضمن منع صب مياه ملوثة في كامل الحوض .
2- صرف المياه الصناعية الملوثة في حوض العاصي
1- مقدمة :
يتركز عدد من الصناعات الهامة في القطر العربي السوري في حوض العاصي ، وعلى الأخص بالقرب من بحيرة قطينة وسد الرستن وسد محردة أو قرب مجرى نهر العاصي . وتستمد هذه الصناعات مياهها من النهر ، وتصرف مخلفاتها إلى المسطحات المائية . ويتم ذلك في كثير من الأحيان بمعالجة بسيطة أو بدون أية معالجة .
وقد حصرت الصناعات الموجودة في هذا الحوض وحددت مواقعها . ومن أجل تسهيل الدراسة فقد قسمت الصناعات إلى خمس مجموعات :
      1.        صناعات قبل مدينة حمص
      2.        صناعات في مدينة حمص
      3.        صناعات بين حمص وحماه
      4.        صناعات في مدينة حماه
      5.        صناعات خارج مدينة حماه
 
وقد وزعت استمارة على معظم الصناعات الموجودة لتعطي معلومات عن موقع الشركة ، وطريقة عملها، وتوزع عمالها على الورادي المختلفة ، وكمية المياه التي تستجرها في اليوم ، سواء من شبكة المدينة آو من الآبار الجوفية آو من نهر العاصي . كما وضعت استفسارات حولن أنواع الصرف السائلة, وكيفية صرفها , وما هي أهم مؤشرات تلوثها , وطرق معالجتها إن وجدت , والمكان الذي تصرف إليه .
وأجريت تحاليل على المياه المنصرفة من صناعات محددة . كما أدرجت تحاليل لمياه نهر العاصي في مواقع محددة على النهر . واستخدم برنامج حاسوبي من اجل حساب حمل الملوثات الناتجة عن الصبيب الصناعي فيما يتعلق بمؤشرات ال BOD والـ COD والـ SS . وأخيراً فقد استخدمت هذه المعلومات كلها لتحليل واقع الصرف الصناعي في حوض العاصي والتلوث الذي ينجم عنه, وقدمت الحلول والاقتراحات المناسبة من اجل الحد من هذا التلوث .
إعداد
م. شهاب الملحم   / م. عبد الرزاق التركماني